الأربعاء، ٢ أبريل ٢٠٠٨

الخيول لا تعرف النباح-فاروق جويدة

اتيتك نهرا حزين الضفاف
فلا ماء عندي ...ولا سنبلة
فلا تسالي الروض كيف انتهيت
ولا تسالي النهر من اهمله
انا زهرة من ربيع قديم
احب الجمال ...وكم ظلله
حقائب عمري بقايا سراب
واطلال حلمي بها مهملة
وجوه على العين مرت سريعا
فمن خان قلبي ...ومن دللة
ولا تسالي الشعر ...من كان قبلي
ومن في رحاب الهوى رتله
انا عابد في رحاب الجمال
راى في عيونك ما اذهله
يقولون في القتل ذنب كبير
وقتل المحبين ...من حلله ؟
اناديك كالضوء خلف الغيوم
واسال قلبك من بدله ؟
واصبحت كالنهر طيفا عجوزا
زمان من القهر قد اثقله
فهذا الحريق الذي في يديك
يثير شجوني فمن اشعله ؟
وهذا الشموخ الذي كان يوما
يضىء سماءك ...من اسدله ؟
اعيدي الربيع لهذي الضفاف
وقومي من الياس ما اطوله
فخير الخلائق شعب عنيد
اذا ما ابتدا حلمه اكمله
حزين غنائي فهل تسمعين
بكاء الطيور على المقصله ؟
انا صرخة من زمان عريق
غدت في عيون الورى مهزلة
انا طائر من بقايا النسور
سلام الحمائم قد كبله
انا جذوة من بقايا حريق
وبستان ورد به قنبلة
فلا تسالي الفجر عن قاتليه
وعن سارقيه ومن اجله
ولا تسالي النهر عن عاشقيه
وعن بائعيه وما امله
تعالي احبك ...ماعاد عندي
سوى الحب ...والموت ...والاسئلة
زمان دميم ...اذل الخيول
فما كان مني وما كنت له
خيول تعرت ...فصارت نعاجا
فمن روج القبح ...من جمله ؟
ومن علم الخيل ان النباح
وراء المرابين ...ما اجمله ؟
هنا كان بالامس صوت الخيول
على كل باغ ...له جلجلة
فكم اسقط الحق عرش الطغاة
وكم واجه الزيف ...كم زلزله
فكيف انتهى المجد للباكيات
ومن اخرس الحق ...من ضلله؟
ومن قال ان البكا كالصهيل
وعدو الفوارس كالهروله؟
سلام على كل نسر جسور
يرى في سماء العلا منزله

ليست هناك تعليقات: